إدارة الغذاء والدواء الأميركية تسمح باستخدام دواء جديد للسرطان
وافقت إدارة الغذاء والدواء على استخدام فئة جديدة من الأدوية السرطانية المنتظرة بفارغ الصبر والتي تحرّك نظام المناعة في الجسم لمكافحة الأورام.
تمّت الموافقة على هذا الدواء لمرضى سرطان الجلد المتقدم الذين يكونون قد استنفدوا العلاجات الأخرى، وستبيعه الشركة الرائدة في مجال الرعاية الصحية القائمة على البحوث Merck باسم Keytruda. وكان الباحثون في مجال الأمراض السرطانية مرتبكين في العامين الماضيين حول إمكانية إيجاد عقاقير مثل Keytruda التي تبدو وكأنها حل للغز عمره أكثر من قرن حول كيفيّة مقاومة الخلايا السرطانية للجهاز المناعي في الجسم.
الإجابة هي أن الورك يحرّك مكابح نظام المناعة ويمنعه من المقاومة، وقد أثبتت فاعلية العلاج الجديد Keytruda كأول دواء يمنع عمل أحد تلك المكابح وهو بروتايين معروف باسم PD-1 أي مستقبل موت مبرمج 1 (Programmed Death Receptor 1). وهذا الأمر يفتح المجال أمام سبلٍ جديدة من العلاجات الفعالة التي لم تكن متوافرة من قبل، حيث يمكن معالجة العديد من أنواع السرطان من دون اللجوء إلى العلاج الكيميائي السام للخلايا.
هذا النهج العام قد يعمل على أنواع عديدة من السرطان، على الرغم من أنه حتى الآن قد أثبت نجاحه في التجارب السريرية ضد سرطان الجلد وسرطان الرئة وسرطان الكلى القاتل. ولكن هذا العلاج سيكون مكلفًا بحسب ما أعلنت الشركة المسوّقة له، بحيث تبلغ كلفة العلاج حوالى 150 ألف دولار سنويًا.
أعطيت Keytruda موافقة سريعة من قبل إدارة الأغذية والعقاقير، وسُمح بوصولها إلى السوق من دون حاجتها إلى المرور بالمراحل الاعتيادية الثلاثة من التجارب السريرية اللازمة لإثبات فاعلية أي دواء للسرطان في إطالة عمر المريض. فقد أثبتت فاعلية هذا الدواء من خلال مرحلة أولى واسعة من التجارب التي شارك فيها 173 شخصًا تلقّوا كلّهم العلاج. تقلّصت الأورام لدى حوالى 24% من المرضى، كما أوضحت إدارة الأغذية والعقاقير، وقد دام مفعولها بين شهرٍ ونصف وثمانية أشهر ونصف وتخطّت هذه المدّة عند غالبية المرضى. وبات الآن على Merck إجراء تجربتَين سريريّتَين مراقبتَين من أجل إثبات فاعليّة هذا الدواء إطالة حياة المرضى وتأخير انتشار المرض وتطوّره.
