لا تدع الغضب يسيطرعليك

الأربعاء 10 أيلول 2014

لا تدع الغضب يسيطرعليك

 تعلّم كيف تدير وتتحكّم بغضبك... لا تدع الغضب يكمن في داخلك بل نفّس عنه فالآثار المترتّبة عنه بالغة التعقيد. فينصح الأطباء والعلماء النفسيّون بالتنفيس عن الغضب فكبته سيضرّ حتمًا بصحّتك أو يسبّب لك قرحة.

 

في دراسة أجريت في جامعة ولاية نورث كارولاينا في العام 2000، أعطي 13000 مريض استبيانًا تضمن أسئلة عن تقديرهم لدرجة ميولهم الذاتية المتعلقة بالغضب، واستمرت متابعتهم بعد ذلك عدة سنوات.ورغم أن ضغط الدم لديهم كان طبيعيًا على ما يبدو، كان أولئك الذين قالوا إنهم كثيرًا ما يفقدون أعصابهم عند الغضب أكثر عرضة للإصابة بأزمات قلبية ثلاث مرات مقارنة بغيرهم خلال سنوات المتابعة، حتى مع الأخذ في الاعتبار عوامل أخرى مثل التدخين، وداء السكري، والوزن الزائد.بالإضافة إلى ذلك، وجد علماء من جامعة "إيست لندن" أن الأشخاص الذين عبروا عن غضبهم عانوا من الإصابة بأمراض القلب أكثر من الأشخاص الذين امتنعوا عن الصراخ للتعبير عن غضبهم.

 

وهناك آليات فيزيولوجية تمثّل التعبير عن الغضب، مثل إحمرار الوجه، تطبيق الفكّين، تسارع نبضات القلب استعدادًا للشجار أو الفرار، ويستعدّ الجسم لسحب الدهون من بعض العضلات إذا احتجت للمزيد من الطاقة. وإذا لم تستخدم تلك الدهون فسوف ينتهي بها المطاف إلى الالتصاق بجدران الشرايين، وقد تساهم هذه الرواسب في الإصابة بأمراض القلب.قد يترك ارتفاع ضغط الدم ندوبًا في الأنسجة بسبب الإصابات الصغيرة التي تلحق بجدار الشرايين التاجية، والتي يمكن بدورها أن تساهم في الإصابة بأمراض القلب.وإذا تكرّر الأمر يومًا بعد يوم فإن الأضرار تبدأ في التراكم.

 

ويستطيع القلب المعافى التعامل مع هذا الوضع، ولكن بالنسبة لشخص يعاني بالفعل من مرض الشريان التاجي فإن الارتفاع المفاجئ في ضغط الدم يمكن في بعض الحالات النادرة أن يتسبب في تفكك تلك الرواسب الدهنية داخل جدران الشرايين مما يؤدي إلى انسداد تلك الشرايين.وبالتالي يمنع وصول الدم إلى القلب ويُصاب الشخص بنوبة قلبية، وإذا منعه من الوصول إلى الدماغ فيصاب الشخص بسكتة دماغية.

 

ولكن من الناحية الصحية، فإن أفضل نصيحة تُعطى لك هي أن تغضب بشدّة وتفصح عمّا يزعجك بوضوح ولكن ليس باستمرار، وابحث عن سبل التعامل مع المواقف الصعبة، الأمر الذي يقلّل من التوتّر ويحسّن وظائف جهاز المناعة وبالتالي تكون الصحة أفضل.

 

وجدت إحدى الدراسات أن الرجال الذين عبروا عن غضبهم بطريقة إيجابية، بهدف إنجاز أمر ما، كانوا أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب.وفي حالة النساء، فلم يكن هناك فرق. ولكن في ما يتعلق بالرجال والنساء معًا، وجدت الدراسة أن التعبير عن الغضب من خلال إلقاء اللوم على الآخرين لتبرير أفعالهم يزيد من احتمالات الإصابة بأمراض القلب.

 

من المؤكد أن مجرد التنفيس عن الغضب يوفر لنا قدرًا من الراحة، فبعض المعالجين يعطي الناس وسائد ليسددوا إليها اللكمات، ولكن ذلك لا يشفي غليلهم دومًا، بل يزيد من مشاعر الغضب. إذًا، فالخلاصة التي نستنتجها هي أن كبح الغيظ لا يؤذي كثيرًا، وأن ثورة الغضب قد تكون جيدة أحيانًا والأهم لا يعود إلى شعورك بالغضب من عدمه، ولكنه يعود إلى كيفية التعامل معه ومدى تكرار ذلك.