نصير شمه.. وموسيقاه الانسانية المبدعة

نصير شمه، فنان و موسيقي عراقي مبدع ، ولد في مدينة الكوت بالعراق عام 1963 ، درس الموسيقى في معهد الدراسات الموسيقية في بغداد،فأبدع في اختصاصه في دراسة فن العزف المحترف على العود ، تخرج من المعهد عام 1987.

استطاع أن يؤسس لنفسه اسما كبيرا في عالم الموسيقى، فكان في جعبته عدد من المؤلفات الموسيقية المتنوعة ، تلامس آذان المستمع و تترك في نفسه أثراً كبيراً.

أبدع نصير في العزف و التأليف،  تميز بالرسالة التي يحملها في جميع مقطوعاته ، عبّر فيها عن معاناة الشعب في العراق و فلسطين و جميع البلاد العربية، من أطفال و نساء و رجال، فعبّر عن هذا الالتزام في أسماء مقطوعاته الموسيقية .حوّل قصائد ذات رسالة إنسانية عظيمة لمحمود درويش إلى قطع موسيقية بغاية الروعة.

لم يتوقف نجاح شمه عند الموسيقى و القصائد الموسيقية ، انتشرت أعماله بشكل كبير ، تحولت إلى أعمال باليه، و أعمال مسرحية ،بالإضافة إلى موسيقى الأفلام الوثائقية و الروائية.

عمل نصير أستاذاً للعزف على آلة العود في دار الأوبرا المصرية ، تميزت صفوفه بتعليم أساسيات العود، أعطى دروسا مخصصة لتأسيس عازفين متميزين،  ركّز في صفوفه على أهمية خلق مسار منفرد لكل عازف.

كان نصير السباق في عالم موسيقى العود في الوطن العربي،  كوّن لنفسه هوية موسيقية في غاية التفرد و الاستقلالية ،لم يشبه أحدا من الموسيقيين السابقين.

بدأ نصير شمه مسيرة شهرته  في أول حفل قدمه على مسرح الأرمانية عام 1985 في باريس- فرنسا مع كبار الفنانين العراقيين و العرب ، قدم أيضاً حفلات في ألمانيا و سويسرا و اليونان ، توسعت اطلالاته لتشمل  بلاد العالم.

اشتهر بحفلاته الموسيقية على مسارح بغداد ،حاملاً معه في كل لحن قضية الوطن و الإنسان، و كانت حفلة قاعة الأورفلي عام 1985 من أشهر الحفلات التي لاقت أصداء نجاح  في العراق.

لم يقف شغف نصير بالموسيقى عند العزف و التأليف فحسب، فجمع بين صوفيته و حبه للعود، وأنجز"العود المثمن" عن مخطط للفارابي عمره ألف عام ،قدمه لكبار المختصين العراقيين في العود في حفل ضخم أقيم عام 1986.

قام أيضاً بملتقيات موسيقية مع عازفين كبار ومبتدئين . أسس "بيت العود العربي" في مصر عام 1999 الذي افتتح له فرعاً في أبوظبي عام 2012.