تدريب نظام المناعة على قتل الخلايا السرطانية

الجمعة 24 تشرين أول 2014

تدريب نظام المناعة على قتل الخلايا السرطانية

 

ويليام لودفيغ أول مريض يعالج في تجربة جريئة في جامعة بنسلفانيا وذلك بعدما فشل العلاج الكيميائي في علاج سرطان الدم leukemia الذي كان يعاني منه.
 
 
شعر لودفيغ، وهو ضابط متقاعد من ولاية نيو جيرسي، والذّي يبلغ 65 من العمر، أن حياته على وشك الانتهاء وأن ليس لديه ما يخسره.
 
 
فاستأصل الأطباء مليار خلية من الخلايا اللمفاوية التائية T-cells الموجودة في جسده، وهو نوع من خلايا الدم البيضاء التي تقاوم الفيروسات والأورام، ووضعوا فيها جينات جديدة من شأنها أن تبرمج الخلايا على مهاجمة السرطان الذي يعاني منه.
 
 
وبعد ذلك، تم إعادة الخلايا المبدلة مرة أخرى داخل أوردة لودفيغ.
 
 
لم يحدث شيء في البداية، ولكن بعد مرور عشرة أيام ساءت حالته الصحية، حيث بدأ يرتجف وارتفعت درجة حرارته وانخفض ضغط الدم، وتدهورت حالته الصحية حتى نقله الأطباء إلى غرفة العناية المركزة وحذروا من أنه قد يموت. واجتمع أفراد عائلته في المستشفى تحسبا لموته.
 
 
وبعد مرور أسابيع قليلة، اختفت الحمى واختفى معها سرطان الدم ولم يعد له أي أثر في أي مكان، ولم يعد يوجد خلايا سرطانية في دمه أو في نخاعه العضمي، ولم تكشف الأشعة المقطعية وجود أية أورام في الغدد الليمفاوية.
 
 
قال الأطباء أنّ العلاج قد أدى إلى قتل رطلين (الرطل يساوي 453 غراما تقريبا) من الخلايا السرطانية.
 
 
وبعد مرور سنة، لا يزال لودفيغ ينعم بالراحة الكاملة، يلعب كرة الغولف ، ويقوم بأعمال شاقة بعدما لم يكن قادرا على مغادرة الفراش لأيام متواصلة بسبب المرض. وقال لودفيغ: " لقد عدت إلى الحياة من جديد".
 
 
ولم يدّعِ الأطباء أن لودفيغ قد شفي من السرطان - لأن ذلك أمر سابق لأوانه - ولم يعلنوا أنهم قد انتصروا على سرطان الدّم على أساس هذه التجربة التي لم تجرى إلا على ثلاثة مرضى فقط. لذا صرّح الأطباء بأن الأبحاث ما زالت متواصلة وأن العلاج لا يزال في مرحلة التجربة.
 
 
ومع ذلك، أعلن العلماء أن العلاج الذي ساعد لودفيغ، قد يكون بمثابة نقطة تحول في الكفاح الطويل لتطوير علاجات جينية فعالة ضد السرطان، ليس فقط لمرضى سرطان الدم. إذ يقوم الفريق الطبي باستخدام العلاج الجيني للقيام بأمر كان الباحثون يأملون في التوصل إليه منذ عقود وهو: تدريب الجهاز المناعي للشخص على قتل الخلايا السرطانية.
 
 
وتم إجراء التجربة على اثنين من المرضى الآخرين، وتمتع أحدهم براحة إلى حد ما، حيث تحسنت حالته الصحية ولكن لم يختف المرض تماما، في حين تحسنت الحالة الصحية للمريض الآخر بشكل كامل.