.تحدث المعماري نيكولاس فياض عن "المصلى" في بينالي الفنون الإسلامية
المصلى، وهو الفضاء الرسمي للصلاة في الدورة الثانية من بينالي الفنون الإسلامية، يشكّل تأملاً متعمقًا في الطقوس، مستوحى من الهوية الإقليمية.
تم تنفيذ المشروع بواسطة EAST Architecture Studio وAKT II والفنان رينيه طبط، حيث يتفاعل الهيكل مع موضوع البينالي "وكل ما هو بينهما"، والذي يستكشف العلاقة بين المادي والروحي، والتاريخي والمعاصر، وارتباط الإنسان بالمقدّس.
يوضح نيكولاس فياض، المهندس المعماري الرئيسي للمشروع، أن "المصليات، على عكس المساجد، كانت دائمًا فضاءات مقدّسة متنقلة، تُبنى وتُفكك بسرعة لإعادة إنشائها في أماكن أخرى". هذه الطبيعة المؤقتة شكّلت جوهر القرارات التصميمية، بدءًا من هيكله القابل للفك وإعادة التركيب، وصولًا إلى استخدامه للمواد الطبيعية المستدامة.
إعادة توظيف بقايا النخيل في بناء المصلى
تم بناء المصلى في المقام الأول من بقايا النخيل المعاد تدويرها، وهو ما يعكس ثلاثة عناصر معمارية أساسية: النموذج التقليدي للفناء في العمارة الإسلامية، واستخدام المواد الطبيعية في البناء الإقليمي، والتقاليد القديمة في فن النسج.
يقع المصلى بالقرب من جناح "المِظَلَّة" في البينالي، حيث تتجسد مفاهيم معمارية معاصرة ضمن حديقة مفاهيمية. كما أنه يتفاعل بذكاء مع محطة الحج في مطار الملك عبد العزيز بجدة، التي تُعدّ واحدة من أهم نقاط العبور في العالم الإسلامي، مما يعكس الطابع المؤقت للفضاء والانتقالية التي تميز تجربة الحجاج.
جدران المصلى تتدرج تصاعديًا لتطوّق مساحات مخصصة للعبادة والتجمع والتعلم، بينما تكسو واجهته المنسوجة 200 كيلومتر من ألياف النخيل، محاكاةً لدقة الحِرفة اليدوية ورحلة الحج نفسها.
فضاء مقدّس بين المادي والروحي
يقول فياض عن الموقع: "عندما وصلنا لأول مرة، أدهشتنا الضخامة الهائلة للفراغ الموجود تحت هذه المظلات الجميلة. كنا بحاجة إلى إنشاء مساحة مستقلة تعيد تشكيل بيئتها الخاصة، ولكن مع الحفاظ على علاقتها بالمحطة".
يعتمد التصميم على نموذج الفناء التقليدي، الذي يُعدّ عنصرًا أساسيًا في العمارة الإسلامية، حيث يسمح للزوار بالشعور بالاتصال بالمظلة فوقهم أثناء الراحة أو الصلاة. الجدران المتدرجة تلتقط هذا الفراغ، بينما تتبع الممرات الداخلية تدرجًا طبيعيًا يقود الزائرين إلى فضاءات الصلاة للرجال والنساء. كما يعكس ترتيب المساحات مفهوم "المركزية" في المساجد، مما يحاكي حركة الطواف حول الكعبة.
هندسة معمارية من بقايا النخيل
الجدران، المصنوعة من بقايا النخيل المضغوطة من 150 شجرة، تتدرج في السماكة كلما ارتفعت، مما يخلق تباينًا بين الإخفاء والكشف عن المساحات الداخلية. يوضح فياض أن هذا النهج يبرز المواد الطبيعية بطريقة لم تكن ممكنة من قبل، مشيرًا إلى أن المشروع كان تحديًا هندسيًا كبيرًا تم تحقيقه بالتعاون مع المهندس كريستوفر بلوست من AKT II، الذي طور نظامًا بيئيًا يحوّل النفايات إلى مادة بناء قوية باستخدام PVC القابل للتحلل.
على الجانب الآخر، توفر الواجهة المنسوجة عنصرًا بصريًا خفيفًا ومتغيرًا، حيث تمتد ألياف النخيل عبر الهيكل في محاكاة رمزية لرحلة الحج بين جدة ومكة، والتي تعادل تقريبًا المسافة التي تغطيها الألياف. تمت صباغة هذه الألياف بألوان طبيعية مستخرجة من النباتات المحلية، مما يخلق تأثيرات بصرية مستوحاة من الأرض (الأحمر)، والماء (الأزرق)، والنباتات (الأخضر)، لتعكس طابع البيئة المحيطة.
هيكل معياري يعكس الطبيعة المؤقتة للمكان
على الرغم من كونه مساحة ثابتة في البينالي، فإن المصلى مصمم ليكون متحركًا وقابلًا لإعادة التركيب في مواقع جديدة مع الاحتفاظ بوظيفته الروحية. يوضح فياض أن بعض المساحات يمكن توسيعها أو تضييقها وفقًا للحاجة، مما يمنح الهيكل مرونة وظيفية تتماشى مع الطبيعة المؤقتة للمصليات التقليدية.
خلال شهر رمضان، سيُستخدم المصلى لاستضافة الجلسات الروحية، والمناقشات، ودروس القرآن، مما يبرز كيف يمكن للهندسة المعمارية أن تتكيف مع احتياجات المجتمع. ومع ذلك، كما يشدد فياض، فإن "المصلى سيظل دائمًا مخصصًا للصلاة، بغض النظر عن البرامج الأخرى التي يستضيفها".
يمثل مشروع المصلى تفسيرًا معاصرًا لمساحات الصلاة الإسلامية، حيث يجمع بين التقاليد المعمارية، والاستدامة، والتصميم المتنقل. من خلال نسج نفايات النخيل إلى هيكل مقدّس، يُعيد نيكولاس فياض وفريقه تعريف العلاقة بين العمارة والبيئة والروحانية، مقدمين تجربة فريدة في بينالي الفنون الإسلامية.
. تحمي تحديثات "أندرويد" الجديدة المستخدمين من التجسس بأجهزة البلوتوث، مع ميزات لتعطيل التتبع واكتشاف الأجهزة
عادت الأجيال الشابة لتنجذب الى رياضة ركوب الخيل.
بحضور معالي وزير الصناعة والثروة المعدنية. "مدن" و" البداد سعودي القابضة" توقعان عقدي تأسيس مجمعين صناعيين في مكة المكرمة والخرج باستثمارات تتجاوز 2 مليار ريال