مفتاح الكعبة المشرفة

الجمعة 28 آذار 2025

مفتاح الكعبة المشرفة

 .يعرض  قسم "البداية" في بينالي الفنون الإسلامية  نسخة من مفتاح الكعبة المشرفة

يتألق بينالي الفنون الإسلامية المقام تحت عنوان "وما بينهما" في صالة الحجاج الغربية بمطار الملك عبدالعزيز الدولي بمدينة جدة، بعرض مميز لمفتاح الكعبة المشرفة ضمن قسم "البداية"، متيحًا للزوار فرصة نادرة لاستكشاف أحد أبرز الكنوز الإسلامية التي تحمل قيمة تاريخية وروحانية عميقة.

ويمثل مفتاح الكعبة المشرفة رمزًا خالدًا لأقدس بقاع الأرض، حيث صُنع خصيصًا للقفل الذي يحمي باب الكعبة المشرّفة في مكة المكرمة, وعلى الرغم من كونه مصنوعًا من سبائك النحاس والفضة بأبعاد 4.2 × 3.2 × 29.9 سم، إلا أن قيمته الروحية والمعنوية تتجاوز ماديته، فهو مفتاح بيت الله المعظم، الذي حظي بشرف خاص في تاريخ الأمة الإسلامية.

وتحمل مفاتيح الكعبة المشرفة دلالة عظيمة في الذاكرة التاريخية، إذ أعادها النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى عثمان بن طلحة رضي الله عنه، متعهدًا أن يبقى هذا الحق محفوظًا لذريته من بني شيبة، ومنذ ذلك الوقت، توارثت الأجيال هذه الأمانة، مما يعكس رمزية الاستمرارية والشرف المرتبط بهذا المفتاح.

وما يزيد من تفرّد هذا المفتاح المعروض في بينالي الفنون الإسلامية إلى جانب تصميمه الأنيق وعظمته في حجمه، هو كونه الوحيد المعروف الذي لا يزال ضمن مجموعة خاصة، ويُعد من مفتاحين فقط يحملان اسم صانعهما، مما يمنحه قيمة تاريخية استثنائية.

ويُرجَّح أن هذا المفتاح صُنع في مكة المكرمة بين الأربعينيات من القرن السابع والأربعينيات من القرن الثامن الهجريين (1240م - 1349م)، خلافًا للاعتقاد الشائع بأن هذه المفاتيح كانت تُصنع خارج مكة على عكس الكسوة التي كانت تُرسل من العباسيين في العراق أو المماليك في مصر.

ويأتي عرض هذا المفتاح في قسم "البداية" ليشكل محطة مهمة لزوار بينالي الفنون الإسلامية، ويتيح لهم فرصة نادرة لاستكشاف قطعة تاريخية ثمينة تعبّر عن أصالة الفنون الإسلامية وروحها الخالدة، ما يجعل هذا الحدث الثقافي البارز ملتقى للإبداع والهوية الإسلامية العريقة.

ويستمر بينالي الفنون الإسلامية في استقطاب المهتمين بالفن والتاريخ الإسلامي، مقدمًا تجربة استثنائية تتناغم فيها عراقة التاريخ مع روعة الفن الإسلامي، ويجمع تحت مظلته تحفًا فنية تعكس مسيرة الحضارة الإسلامية عبر العصور، مقدمًا للزوار تجربة غنية بالمعرفة والجمال.